سلم الارتقاء إلى عرش حب الرحمن.. أين موقعك فيه؟ (مقتبس من بيان الإمام المهدي)
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى خليفة الله في الأرض الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، وعلى آله الأطهار والأنصار السابقين الأخيار إلى يوم الدين..
إخواني الأنصار أخواتي الأنصاريات... أيها الباحثون عن الحق في كل مكان..
بين أيديكم محاولة متواضعة لجمع وتلخيص ما علمنا إياه إمامنا الحبيب عن "سلم الارتقاء إلى عرش حب الرحمن"... وهي المراتب التي يفصلها القرآن الكريم بين عباد الله. الهدف من هذا الجمع هو أن يرى كل منا موقعه في هذا السلم، وأن يعرف الطريق للارتقاء إلى الدرجة الأعلى، سائلين الله أن يجعلنا جميعًا من القوم الذين يحبهم ويحبونه، الذين لا يرضون بشيء حتى يرضى حبيبهم في نفسه. فلنتدبر معًا بقلوب واعية...
-----
⭕⭕ 1. المسلمون: عتبة الباب...
__حقيقتهم : هم الذين قالوا بأفواههم "أسلمنا" ولكن الإيمان لم يستقر في قلوبهم بعد. هم في دائرة الإسلام بحكم الظاهر، والله يتولى السرائر.
__ظالمون لأنفسهم: يعبدون الله ليقيهم النار ويدخلهم الجنة... عبادتهم مشروطة بالأجر.
__ماذا يفعلون؟
* العبادة: يؤدونها كإسقاط واجب، جسدٌ بلا روح. قد يصلي أحدهم ولكن قلبه يسبح في أودية الدنيا.
* النفقة:قال الله تعالى: (( وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ)) [التوبة: 54]. ينفق وهو كاره، أو يتبع نفقته بالمن والأذى ليبطلها.
__ماذا نهاهم الله عنه ولم ينتهوا؟
* نهاهم عن عدم رفع أصواتهم فوق صوت النبي، ونهاهم عن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب...قال الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) [الحجرات: 11].
ولكن المسلم الذي لم يؤمن قد يقع في هذا كله، فيسلم منه الناس ظاهرًا، ولكنهم لم يسلموا من شر لسانه وباطنه.
__الخلاصة: هم على عتبة الباب، إن صدقوا دخلوا، وإن كذبوا ظلوا في مكانهم أو ردّوا على أعقابهم.
__فاسأل نفسك بصدق: هل صلاتي مجرد حركات؟ وهل نفقتي طيبة بها نفسي أم أتبعها بالمن والأذى؟ هل أنا حقًا على الباب أم لا أزال بعيدًا؟
-------
⭕⭕ 2. المؤمنون: دخول الدار...
(مفتاح الارتقاء: من عمل الجوارح إلى يقين القلب)
__حقيقتهم : هم من دخل الإيمان قلوبهم فاستقر فيها، فظهر نوره على جوارحهم.
__هم المقتصدون: يعبدون الله طمعًا في الجنة ونعيمها... ويتنافسون في درجاتها. غايتهم هي نعيم الجنة فقط.
__ماذا يفعلون؟
*القلب:إذا ذُكر الله وحده، وجل القلب وخاف. وإذا تُليت آيات القرآن، اهتز القلب شوقًا وزاد يقينًا.
*العبادة:يقيمون الصلاة، لا يصلونها فقط. يقيمونها بخشوعها وأركانها وحضور قلبها.
*الأخلاق: قال الله تعالى: (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)) [المؤمنون: 1-3]. مجالسهم طاهرة، وأوقاتهم محفوظة، لا يخوضون في الباطل ولا يضيعون أعمارهم في القيل والقال.
__ماذا نهاهم الله عنه فانتهوا؟
* نهاهم عن الشرك، فأخلصوا التوكل على ربهم. نهاهم عن اللغو، فأعرضوا عنه. نهاهم عن الخيانة، فكانوا لأماناتهم وعهدهم راعون.
__الخلاصة: هم أهل الدار، آمنون مطمئنون، ولكنهم لا يزالون في جهاد لتزكية أنفسهم والارتقاء في درجات القرب.
__فاسأل قلبك: هل يرتجف حقًا عند ذكر الله؟ وهل تزيدني آياته إيمانًا أم تمر على قلبي كما يمر الماء على الحجر؟ هل أنا من أهل الدار حقًا؟
--------
⭕⭕ 3. المتقون: بناء الحصن...
__حقيقتهم: هم من بنوا حصنًا منيعًا بينهم وبين غضب الله... التقوى هي "الوقاية" واليقظة الدائمة.
__هم السابقون بالخيرات (أولو الألباب) قوم ارتقوا عن طلب الجنة كغاية وأدركوا أن رضوان الله أكبر... فجعلوا كل عبادتهم وجهادهم من أجل أن يفوزوا برضوان الله على أنفسهم ركز على أنفسهم .
__ماذا يفعلون؟
* النفقة: يؤتون المال "على حبه"... ينفقون من أطيب ما يملكون وأحبه إلى قلوبهم، لا من رديء أموالهم.
*العفو: هم "الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ"... وهنا سرٌ عظيم يبينه الإمام: كظم الغيظ هو المرحلة الأولى، ولكن المتقي لا يتوقف هنا، بل يرتقي إلى ما هو أعظم: العفو التام، فيقتلع الحقد من قلبه اقتلاعًا حتى لا يبقى له أثر.
*التعامل مع الذنب: قال الله تعالى: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) [آل عمران: 135].
المتقي ليس معصومًا، ولكنه "أوّاب". إذا زلت قدمه، لا يبيت ليلته إلا وقد اغتسل بدموع التوبة والاستغفار، ولا يصر أبدًا على ذنبه.
__ماذا نهاهم الله عنه فانتهوا؟
* نهاهم عن أكل الربا، فانتهوا. نهاهم عن الظلم، فابتعدوا عنه. ولكن الأهم، نهاهم عن((الشرك الخفي)) وهو أن تحب شيئًا كحب الله، فجاهدوا أنفسهم ليلاً ونهارًا ليجعلوا الله أحب إليهم من كل شيء.
__الخلاصة: المتقي يعيش بقلب يرتجف، وعين تراقب، ونفس لوّامة. حصنه هو خوفه من الله، وسلاحه هو سرعة توبته.
__فاسأل نفسك: هل عفوتُ عمن ظلمني حقًا أم لا يزال في قلبي غل؟ وهل إذا أذنبتُ أُسرع بالتوبة أم أُسوّف وأُصرّ؟ هل بنيتُ حصني أم لا يزال مكشوفًا لسهام غضب الله؟
-----------
⭕⭕ 4. الصالحون: إضاءة العالم... مُصلِحوا الأرض...
(مفتاح الارتقاء: من صلاح الذات إلى إصلاح الغير)
__حقيقتهم : هم قومٌ أدركوا أن الإيمان ليس انعزالاً، بل مسؤولية. لم يكتفوا بصلاح أنفسهم، بل حملوا مشاعل النور ليضيئوا لمن حولهم. فارقهم الجوهري عن المتقين هو أن المتقي بنى حصنًا ليحمي نفسه، أما الصالح فقد خرج من حصنه ليحمي غيره. هم صمّام الأمان في مجتمعاتهم أو امتهم يسعون للإصلاح بين الناس، ويشهدون بالحق، لأنهم يعلمون أن صلاحهم لا يكتمل إلا بصلاح العالم من حولهم.
__ماذا يفعلون؟
*الإصلاح:هم من قال فيهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني: "ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، لا خير فيكم إن لم تكونوا صالحين مُصلحين... كونوا من الصالحين المصلحين الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم"... يسعون للإصلاح بين الزوجين، والأخوين، والجارين، والدولتين. هم صمّام أمان في مجتمعاتهم.
*الشهادة بالقسط:قال الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)) [النساء: 135].
لا تأخذهم في الحق محاباة ولا قرابة. ميزانهم هو العدل المطلق.
__ماذا نهاهم الله عنه فانتهوا؟
* نهاهم عن كتمان العلم والشهادة، فكانوا أجرأ الناس في قول الحق. نهاهم عن أن يقولوا ما لا يفعلون، فسعوا لتكون أفعالهم برهانًا على أقوالهم.
__الخلاصة: الصالح هو جندي في جيش الرحمن، لا يهدأ له بال والعالم من حوله يغرق في الظلمات.
__فاسأل نفسك: هل يقتصر همي على صلاح نفسي فقط؟ هل أحمل همّ هداية الناس وإصلاحهم؟ أم أنني أقول "نفسي نفسي" والعالم من حولي يحترق؟
----------
⭕⭕ 5. المقربون: سباق نحو العرش... عُشّاق السباق...
__حقيقتهم: هم قومٌ حولوا العبادة من "واجب" إلى "شغف". أدركوا أن الطريق إلى الله ليس مجرد سير، بل هو سباق محموم. فارقهم الجوهري عن الصالحين هو أن الصالح يسعى "لفعل الخير"، أما المقرّب فيسعى "لالسبق بالخير". همتهم تناطح السحاب... كل لحظة في حياتهم هي فرصة لقطع مسافة جديدة نحو العرش، لا يرضون بأي مرتبة إلا أن يكونوا في الصف الأول، الأقرب... والأسبق.
كماقال فيهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:"وهم السابقون في الخيرات في هذه الأمّة، وأولئك هم المقربون من ربهم في جنات النعيم... فأولئك هم السابقون بالخيرات في هذه الأمّة، وأولئك هم المقربون من ربهم في جنات النعيم."
__ماذا يفعلون؟
* الهمة: همتهم لا ترضى بالدون. لا يكتفون بالفرائض، بل ينافسون في النوافل. لا يكتفون بالجنة، بل يريدون أعلى درجاتها.
* العجلة إلى الله: شعارهم هو قول نبي الله موسى: (( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ)) [طه: 84]. هم في عجلة وشوق دائم للقاء الله ونيل رضاه.
__الخلاصة: المقربون هم عشاق الله، لا يقر لهم قرار ولا يهدأ لهم بال حتى يصلوا إلى حبيبهم، وهم في سباق أبدي ليكونوا الأقرب.
__فاسأل نفسك: هل أنا في سباق؟ هل أكتفي بالحد الأدنى من العبادة أم أنافس إخواني في القرب من الله؟ هل همتي في الأرض أم تناطح السحاب شوقًا إلى الله؟
------------
⭕⭕ 6. الربانيون: ورثة الكتاب او الحكمة...
(مفتاح الارتقاء: من نقل العلم إلى استنباط الحكمة من الكتاب)
__حقيقتهم : هم قومٌ لم يعودوا مجرد متسابقين في الطريق، بل أصبحوا هم "الأدلاء" على الطريق. أدركوا أن أعظم القرب هو أن تكون مرآة تعكس نور ربك ... فارقهم الجوهري عن المقربين هو أن المقرّب يسعى ليصل هو إلى الله، أما الرباني فيسعى ليصل بالناس إلى الله. يغوصون في بحر كلام ربهم، لا ليستخرجوا كنوزًا لأنفسهم فقط، بل ليصنعوا منها مفاتيح يفتحون بها القلوب المقفلة، ويربطون الخلق بالخالق مباشرة.
كماقال فيهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:وإنما الرباني هو من آتاه الله علم الكتاب فعلَّمه للناس. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79]."
__ماذا يفعلون؟
*الاستنباط: لا ينقلون فقط، بل يغوصون في بحر القرآن ليستخرجوا منه اللؤلؤ المكنون والعلم الذي لم يكن ظاهرًا للناس.
*التربية: يربون الناس على العلم والعمل معًا، يزكون أنفسهم ويزكون غيرهم.
__الخلاصة: الربانيون هم منارات العلم الإلهي، وعلى رأسهم الإمام المهدي الذي يعلم الناس بالبيان الحق للكتاب.
__فاسأل نفسك: هل أكتفي بنقل البيانات أم أسعى لتدبرها واستنباط النور منها لأهتدي وأهدي به؟ هل أتعلم الكتاب لأكون ربانيًا؟
-----------
⭕⭕ 7. قومٌ يحبهم الله ويحبونه: أحباب الرحمن وغاية الوجود...
وهنا يا أحباب الرحمن... تسكب العبرات، وترتجف القلوب. هنا نهاية السباق، وغاية الغايات، وسر الوجود الأعظم. __حقيقتهم : هم قومٌ وصلوا إلى نهاية كل الطرق وقمة كل الغايات، لأنهم فهموا السر الأعظم: أن الله لم يخلقهم ليعبدوه خوفًا من ناره أو طمعًا في جنته، بل خلقهم ليكونوا "أحبابه". لقد عرفوا بيقين أن أعظم نعيم في الوجود ليس الحور العين ولا القصور، بل هو "رضوان نفس الله"... ذلك هو النعيم الأعظم الذي تنافسوا من أجله...ولهذا كان فارقهم الجوهري عمن قبلهم... فالرباني يسعى "لخدمة الله" بهداية خلقه، أما "الحبيب" فيسعى "لإرضاء نفس الله" بإزالة حسرته على خلقه. لقد تجاوزوا التفكير في أنفسهم وأجورهم وحتى في مجرد خدمتهم لنفسهم، لتصبح غايتهم الوحيدة هي غاية حبيبهم: أن يكون راضيًا في نفسه، لا أسفًا ولا حزينًا. ومن أجل هذا، عقدوا العهد الأسمى: "لن نرضى... حتى ترضى"...
__ماذا يفعلون؟ (وهنا يبكي القلب)...
* الحب الخالص: لقد نزعوا من قلوبهم كل حب يزاحم حب الله. أصبح الله هو الحبيب الأول والأوحد، وما سواه يُحب من خلال حبه.
* الشعور بحسرة حبيبهم: هم لا يبكون على ذنوبهم فقط، بل يبكون لأن حبيبهم الرحمن ""متحسر وأسف""على عباده الضالين. هم يشعرون بألم حبيبهم، ويريدون أن يزيلوا هذه الحسرة من نفسه.
* الغاية من الجهاد: هم يجاهدون في سبيل الله ليس لفتح البلاد، بل لإنقاذ العباد وهدايتهم إلى الرحمن، ليدخلوا في رضوان نفس الله، فيرضى حبيبهم.
* الدعاء: دعاؤهم ليس "اللهم أدخلنا الجنة"... بل دعاؤهم الذي علمه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني هو: ""ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار برحمتك يا أرحم الراحمين، واهدنا إلى الصراط المستقيم حتى نكون من القوم الذين تحبهم ويحبونك، فلا نرضى حتى ترضى.""
__الخلاصة: هؤلاء هم الأنصار السابقون الأخيار، جند الإمام المهدي، الذين بايعوا الله على أن يحققوا له غايته: أن يكونوا له أحبابًا، وأن يزيلوا الحسرة من نفسه، وأن لا يرضوا بالنعيم كله حتى يرضى حبيبهم الأعظم في نفسه.
__ وهنا السؤال الأكبر...
يا من بايعت خليفة الله: هل حقًا جعلتُ رضوان نفس ربي غايتك الكبرى؟ هل أشعر بحسرته على عباده الضالين؟ هل أبكي لألمه أم أبكي لألمي؟ هل همي الأكبر أن يرضى هو، أم أن أرضى أنا؟ فاسأل قلبك، فإنه سيجيبك بالحق.
---------
يا أحباب الرحمن، ليس هذا الجمع للتفاخر بالمراتب، بل هو مرآة للنفس وخارطة للطريق. فلينظر كل منا في نفسه بصدق، وليجعل من هذه الكلمات دافعًا للمجاهدة والتنافس في حب الله وقربه.
اللهم بحق لا إله إلا أنت، وبحق رحمتك التي كتبت على نفسك، وبحق عظيم نعيم رضوان نفسك، ثبتنا على الحق، واهدنا سبل السلام، واجعلنا من عبادك الذين اصطفيتهم لحبك وقربك، يا أرحم الراحمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أحمده سبحانه حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه ..
والصلاة والسلام على من أُنزل عليه القرآن فقام به حق قيام محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..
الصلاة والسلام على خليفة الله ناصر جده محمد الامام ناصر محمد اليماني الذي شرفنا الله ببعثه في زماننا هذا ببيان القرآن ولا زال يسطر بقلمه أروع بيان جزاه الله عنا خير الجزاء..
السلام على احباب الله الانصار وجميع الصالحين الى يوم الدين ..
لقد أصبح العالم يسمع ويرى كل ما يحدث على الارض بسبب تطور وسائل العلم خاصة وسائل الاتصال, فأصبح تداول الكثير من المعلومات والاكتشافات ميسرا سهلا لكل من يبحث عنه.. وما زال العالم يعاني أزمة تلو الاخرى وما ذلك كله الا بسبب البعد عن الله.. ومنهج الله..
أما آن للانسان أن يعيد الفكر والنظر في كل ما هو موجود... فقد جرب كل شيء ولم ينجح في ايجاد الحلول لكل هذه الازمات, وقد بدا واضحا أن كل العلوم تصب في وعاء مشترك هو المعرفه الحق بالله وكثيرا من الناس بعد أن أيقن بإتقان الله للمخلوقات أنكر الخالق وجحده..
فالمجتمع أشبه ما يكون في وضعه كشجرة مريضه وضعت في تربه سامه وبيئة مظلمه وهي بأشد الحاجه الى من ينقلها ويضعها في مكان صالح قريب من النور .
وإن ما يحدث من زلازل لهو رسائل لتنبيه الناس بقدرة الله على استئصال كل من يخالف شرع الله كما فعل بالامم السابقه عندما خالفت أمر ربها ورسله .
ومن رحمة الله وفضله على العباد أن بعث فيهم خليفتهم المهدي الذي كانوا ينتظرونه من آل محمد صلى الله عليه وسلم.. خير خلف لخير سلف فهو ببعثه يعمل على إعادة التوازن الى جميع نواحي الحياه بالعودة الصحيحه الى المنهج الرباني والتشريع الالهي الذي شرعه لنا خالقاً عليماً خبيراً حكيما هو أعلم بمن خلق وأعلم بما يعود على عباده بالنفع فقد حض دينه الاسلام على التماسك والارتباط بين المسلمين ليكونوا كالجسد الواحد يؤازر بعضه بعضا وعلى غرس فضائل الاخلاق وإصلاح النفس وكل القيم الساميه "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " وغير ذلك..
فالخليفه المهدي هداه الله لهدايتكم فأيَّده بعلم الكتاب وبسنة رسوله الحق وهو بعلمه بهما جعل الله له سلطاناً بيِّناً يتحدى به كل من يحاوره من علماء الأمه في موقعه "طاولة الحوار العالميه للمهدي المنتظر"(منتديات البشرى الإسلاميه).
فخليفة الرحمن فذٌ في علمه فقيه بكتاب ربه خصه الله بخير الخصال.. أشرق نور الحب الالهي في قلبه فيزيدنا نورا بالبيان الحق للذكر..
يكفينا فخراً وشرفاً أن الله بعثه في عصرنا لنصرته ونصرة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من عبث العابثين وتضليل الشياطين بافترائهم ما لا يليق بجلال الله ولا بحبيبه رسول الله, فلا بد للخليفه أن يكون ناصرا..
والله بعث خليفته الناصر لمحمد صلى الله عليه وسلم الإمام ناصر محمد اليماني الذي لا يريدكم أن تكونوا تابعين مقلدين من كانوا على ضلال مبين.. فتقلدون التقليد الاعمى ولا تعلمون أين نهاية المسير ؛ بل يريدكم أن تكونوا متدبرين تعقلون آيات الله لتسيروا على الصراط المستقيم.
فتكونوا قاده.. ساده.. تقودون العالم فتخرجوهم من الظلمات الى النور.
يا عباد الله أعينوا ناصر رسولكم, وانصروا ربكم على عدوكم الشيطان المريد الذي يتلاعب بعقول أكثركم ويكيد لهم ويفتنهم ليعبدوه من دون الله, وإنما هو الكذاب الدجال الذي يعيث في الارض فسادا منذ أعلن التمرد على خالقه بعدم الخضوع له .
ولو علمتم عظيم صبر الله على تمرد عباده وعصيانهم وحبه لتوبتهم لأسرعتم مع ناصر لنصرة ربكم.
فاعلموا أن المعركة الفاصله بين الخير والشر هي القادمه بقيادة الإمام ناصر محمد اليماني وأعوانه ووزرائه رسول الله عيسى عليه السلام ورسل الله الثلاثه أصحاب الكهف وأنصاره والمسلمين ضد إبليس وذريته يأجوج ومأجوج وأعوانهم .
وقد علمنا من معلمنا الإمام أن الله يتحسر على عباده الذين يعذبهم بسبب عصيانهم وذلك من قوله: "يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون" عباد الله لا تتبعوا الشياطين فيعذبكم فتزيدوا من حسرة ربكم.. وإنما خلقكم الله لتكونوا عباده وأحبابه إخواناً متحابين في الله والشيطان يدعوكم الى العداوة والبغضاء والى اتخاذ الشركاء والشفعاء ليدعوكم الى الشرك والمبالغه في رسل الله فتعبدونهم من دون الله وقد جعلكم تعتقدون أن محمداً صلى الله عليه وسلم شفيعكم عند الله ولو كان بينكم لأنكر ما يفترون به على رسول الله, إذ كيف تجعلون عبدا أرحم من أرحم الراحمين, كيف تجعلوا رحمة الخالق كرحمة المخلوق؟!
والله لو علمتم عظيم رحمة الله أرحم الراحمين لتعلقت قلوبكم بالله.. ولوجدتم أن الله ملأها حبا ًبه, وما رحمة المخلوقات لبعضهم في الدنيا الا جزء يسير من رحمة الله الواسعه التي كتبها على نفسه.
والأمثله التي نستدل بها على رحمة الله بين عباده كثيره أذكر مثلا منها أنني كنت أراقب جدتي وهي تزحف بمشقه مستعينه بكرسي قصير في أواخر عمرها رحمها الله.. فنظرت لأعرف ماذا تصنع فإذا بها تسحب غطاء لتغطي والدي النائم عندها ولدها الأكبر (رحمهما الله).
سبحان الله ! فما بالكم برحمة أرحم الراحمين , فهل يعقل أن يكون عبداً أرحم من الله الذي يشفع للعاصين بين يديه ؟
أحبابي في الله أحبوا الله.. عودوا اليه وتوبوا ليتوب عليكم فهو تواب رحيم.. ستجدون حلاوة محبة الله لكم تدعوكم لمحبة بعضكم البعض؛ بل ستؤثرون بعضكم على بعض حباً في الله.. فكم تنازل الكثير منا عما يحب من أشياء إلى إخوانه وكانت سعادته بفرحتهم بها أكثر من محبته لها .
أحبابي أعجِزت عقولكم أن تعي ما يقوله الإمام ناصر محمد في بيانه الحق للقرآن.. إنه والله يدعوكم على بصيرهٍ من الله إلى الله النعيم الأعظم وإلى ما هو أعظم من جنات النعيم والحور العين "نعيم رضوان الله".
يدعوكم لتكونوا عباداً لله متنافسين متسابقين للفوز بحبه وقربه ليتحقق له ولنا غايه عظمى هي (رضى الله في نفسه) غير متحسر على عباده فيدخلهم جنته إلا شياطين الجن والإنس وتتحقق الغايه من خلقه للعباد " وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ".
أحبابي إنكم اذا ما تدبرتم في بيانات الإمام ناصر محمد اليماني سوف تجدون أنها حقا بيان لكلام الله الذي هو فوق كل كلام وسوف تشعرون بهمه عاليه تدفعكم لنصر إمامكم ناصر محمد اليماني لتحققوا العدل والسلام في الأرض بعد أن ملئت بالظلم والجور.
ولكم مثلا وقدوه في صحابة رسول الله عليه وآله الطاهرين الصلاة والسلام ؛ كيف التفوا حوله ونصروه نصرة ًلله .
وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه الخير لكم ولأمتكم...
—
انتهى الاقتباس
بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
ويا أُم البُشرى، سلامُ الله عليكم وعلى كافة الأنصار السَّابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور الذين صدَّقوا البيان الحقّ للذكر فَشَدّوا أزري وأولئك أشركهم الله في أمري؛ ولكن مقام المُوقنين منهم بين يدي ربّهم عظيم.
ويا معشَر الأنصار، والله لولا أنَّني أخشى عليكم الفتنة بأن تكبر عليكم البشرى لأخبرتكم عن مقام أنصار المهديّ المنتظَر بين الأُمَم يوم يقوم النَّاس لِرَبِّ العالَمين، وذلك لأنّ أسمَى العبادات وأرفعها درجاتٍ هي عبادتهم لربّهم، وأكرم النَّاس المُسلِمون، وأكرم المُسلِمين المُؤمنون، وأكرَم المُؤمنين المُتَّقون، وأكرم المُتَّقين الصالِحون، وأكرَم الصالحين المُقَرَّبون، وأكرم المُقَرَّبين الرَّبَّانيّون، وأكرم الربَّانيين قومٌ يُحِبّهم الله ويحبّونه أحباب رَبّ العالَمين؛ حَرَّموا على أنفسهم جنّة ربّهم ومن ثم تمَّ حشرهم إلى الرَّحمن وفدًا مُكرمين، وقال لهم: "لقد وعد ربّكم في محكم كتابه عباده الصالحين أن يُرضيهم، فلِمَ أبيتُم نعيم جنّة ربّكم؟" وقال إمامهم: بل نُريد النّعيمُ الأعظم منها ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين. ثم يقول لهم ربّهم: "صدقتم ولذلك خلقتُكُم".
أولئك يغبطهم الأنبياء والشهداء ولكنّ أكثركم لا يعلمون بسبب المُبالغة في الأنبياء وترك الوسيلة لهم من دون الصالحين، ولذلك لا يؤمن أكثرهم بالله إلَّا وهُم مشركون برغم أنَّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قد أفتاهم بالحقّ لو كانوا يَعقِلون، وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: [إن لله عبادًا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النَّبيون والشهداء يوم القيامة بقربهم ومجلسهم من ربهم] صدق عليه الصَّلاة والسَّلام، وإنّي على إثبات درجاتهم عند ربّهم من مُحكَم القرآن لقدير وعلى الإلجام بالحقّ لجدير.
ويا معشر المُوقنين مِن الأنصار، أحِبُّوا الله أعظم من كُلِّ شَيء، وتنافسوا في حبّه وقربه ونعيم رضوان نفسه، وإيَّاكم أن تجعلوا الأنبياء والمهديّ المنتظر حَدٌ بينكم وبين رَبِّكم فيحبِط الله عملكم.
وطَهَّر الله قلوبَكم مِن الشِّرك تطهيرًا يا مَن اجتمعت قلوبكم في حُبِّ الله وأنتم لم تعرفوا بعضكم كونكم مِن مناطق شتى في العالَمين، وقريبًا يجمعكم الله بالإمام المهديّ فيأتي بِكُم مِن مناطق شتّى في العالَمين يا مَن استجبتم للدعوة إلى تحقيق النَّعيم الأعظم؛ نعيم رضوان الله على عباده وهو الأكبر من جنّته ولذلك خلقكم، فاثبتوا. فوالله الذي لا إله غيره لا يستطيع فتنةَ مَن عَلِم بحقيقة اسم الله الأعظم كافةُ أهل السماء وأهل الأرض وذلك لأنّه عَلِمَ عِلْمَ اليقين أنّ حقيقة اسم الله الأعظم هي صفة رضوان نفس ربّهم على عباده، وعلموا أنّه حقًّا هو النّعيم الأعظم من جنّته لا شكّ ولا ريب، وذلك لانّهم أدركوا ذلك وهم لا يزالون في الدنيا، أولئك قدَروا ربّهم حقّ قدْره.
وأُقسِم بالله العظيم رَبّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لو يُقال لأحدهم: "يا فلان تنازل لي عن مِثقال ذَرَّةٍ من حبِّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه ولك مقابل ذلك ملكوت السَّماوات والأرض وملكوت الدّنيا والآخرة وملكوت الجنّة التي عرضها السماوات والأرض." لرفضها جميعًا وفَضَّل الذَّرَّة في حبّ الله وقربه لتحقيق نعيم رضوان نفسه على عباده. أولئك قدَروا الله حقّ قدْرهِ.
ولسوف تعلمون نبأهم يَوم الدِّين؛ يوم يقوم النّاس لِرَبِ العالَمين ولا أعلمهم إلَّا قليل، ومنهم من سبقت لهم البُشرى من ربّهم وإنّا لصادقون.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
___________
واسأل الله بحق نعيم رضوانه وبحق رحمته التي كتبها على نفسه ان يثبتنا واياكم على العهد الذي عاهدنا انفسنا عليه في الدنيا والآخرة بإن يحشرنا مع زمرة عبيده الذين اتخذوا رضوانه غاية وليس وسيلة وبإن يرفعنا على منابر من نور فوق الخلائق حتى نطالب بتحقيق النعيم الأعظم من كل نعيم وبإن يرضى في نفسه غير متحسراً ولا حزين ويدخل عباده جنته ويرضى في نفسه وهذا ما نسعى إليه وختاماً نقول كما علمنا امامنا ان نقول اللهم لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا حتى نلقاك في يوم الحساب يوم يقوم الناس لرب العالمين ..
سلم الارتقاء إلى عرش حب الرحمن.. أين موقعك فيه؟ (مقتبس من بيان الإمام المهدي)
