بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر
السلام على خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
يا أخوات خليفة الله الإمام المهدي والأنصار ويا أمهاتنا الأخيار أبشرن أبشر أبشرن فوالله الذي لا إله إلا هو ليكرمكن الله أيما إكرام ببيان الرضاعة وحقوقه وأضراره حتى لا تجد الوحدة منكن إلا أنه الحق الذي ليس بعده إلا الضلال فتطمئن به قلوبكن وتدمع أعينكن؟ فيزيدكن إيمانا ويقينا ليس لأننا لسنا بموقنين الآن، بل لأن كل بيان جديد ياتي فيزيدينا إيمانا كما كان ذلك في عصر التنزيل فكانت كل آية تأتي لتزيدهم إيمانا.
وقد صدقت أختي في الله نادية عن حديثها في مشقة المرضع الحامل وإنها لمشقة عظيمة فعلاً وصدقا!
ولكن الله لا يريد بعباده إلا اليسر ولا يريد بهم العسر لذلك أقول وأنا مطمئنا أن الله وضع لنا التشريع كاملا ومنه حلاً لمشكلة الرضاعة والحمل.
وقد تسأل أختي نادية فتقول وما سبب يقينك بالأمر رغم أنه أعيا العلماء والمختصين والأمهات وضع الحل الجذري لذلك؟
ثم أجيبها بالقول اليقين من كتاب رب العالمين في قوله تعالى:
{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ} [البقرة:233].
ثم تقول أختي ولكن كيف يمكن أن تتم النساء الرضاعة لحولين كاملين ومنها من يأتيها الحمل في أقل من سنة من ولادتها لرضيعها؟
ثم أجيبها فأقول:ولكن الله حين أنزل آية الرضاعة لحولين كاملين لمن أراد إتمامها, فلم ينزله عبثا سبحانه وتعالى. ولا بد من وجود التفصيل الكامل في الكتاب لتطبيق ذلك الأمر الإختياري في إتمام الرضاعة ولا يظلم ربك أحدا وصاحب بيان التفصيل هو الإنسان الذي علمه الله البيان الحق للقرآن وسيكرمنا الله به حين ومتى يشاء لا شك ولا ريب.
وبما أننا تكلمنا عن الرضاعة للطفل فإنه قد تبقى لنا أمر فصاله في حالة أنهم لم يريدوا إتمام الرضاعه لحولين كاملين لسبب ما وبالتالي الإكتفاء بفصاله ومن ثم إطعامه و إرضاعه صناعياً أو فصاله لسبب ما كذلك ومن ثم إسترضاع مرضعة أخرى لترضعه فيكمل الحولين كاملين.
ولكن من بعد تقرير الفصال فلأي عمر يكون الفصال المثالي للولد؟
وما وجدته للفصال هو حالتين:
الأولى:إن كانت الأم في حالة جيدة والطفل في حالة جيدة بحيث يكون الطفل مربرباً ما شاء الله عليه يعني مأكله جيد وليس من نوع الأطفال الذين يتعبون الأم عند إطعامهم ومن ثم أرادت الأم (فصاله) لسبب ما ولا يريدون اللجوء إلى مرضعة لترضع طفلهما كونهم مكتفين بإطعام الطفل فحالته جيدة؟ فالفصال المثالي للطفل في هذه الحالة بحيث لا يكون الإنقاص من تلك المدة فيها ضرر إما على النمو المتكامل للطفل فيتعرض للنقص في بعض العناصر الهامة لبناء جسمه والتي توجد في حليب الأم، فإن المدة المثالية في هذه الحالة هي سنة وستة أشهر وتلك حالة خص الله بها الإنسان الذي علمه الله البيان الحق للقرآن حتى يبعثه ربه على قدر في الكتاب المسطر دون تقدم أو تأخر في قول الله تعالى:
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ} [الأحقاف:١٥].
وما نعلمه من بيان هذه الآية أن فيها إعجاز علمي بتبيان حالة الجنين في رحم أمه من قبل العلم الحديث ولكن في نفس المجال فلها بيان آخر يخص الحمل والفصال في حالة كانت صحة الأم والولد جيدة وكما علمنا خليفة الله بأن حمله ومولده كان كرها لكون أخيه الذي يسبقه ما زال (سنة وستة أشهر), إذاً هل فصال أخيه الذي يسبقه كان مضراً به أم أنه فصال مثالي؟ كون الله لن يضر أخيه بحمل الإمام عليهم الصلاة والسلام ولو لم تكن حالة فصال أخيه بسبب الحمل به حالة فصال مثالية؟ لما قدر الله أن تكون كذلك؛ ولا يظلم ربك أحدا. وما تزال أسرار كبرى وكثيرة في آيات الرضاعة وتخطر في الذهن صفات كثيرة منطقية فلا نعلم مالذي يكون حق منها أم هي كلها حقا والعلم عند الله وعند خليفته الذي علمه ربه البيان الحق للقرآن. ومع ذلك أشير إلى أن السنة والستة أشهر قد تكون حالة حمل وفصال وبالتالي يكون فصال شقيق خليفة الله الذي يسبقه لتسعة أشهر فقط وليس سنة وستة أشهر وأرجح ذلك بسبب إرادة الله بحمل الإمام في قدره المقدور في الكتاب المسطور.
وأعتقد أن تلك الحالة هي الحالة الوحيدة التي يسمح فيها للأم فصال ولدها ومن غير تلك الحالة فليس لهم الخيار بل يلزمهم إكمال الرضاعة لحولين كاملين إما عن طريق إسترضاع مرضعة أخرى في حالة كان الطفل يحتاج للرضاعة الطبيعية أو أن تكمل الأم إرضاع طفلها لحولين في حالة ضعفها وقال تعالى:
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان:١٤].
والوهن ضعف وقال تعالى:{ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [الأنفال:١٨].
والوهن على وهن هل هو ضعف الأم مع كبرها في السن لا أعلم؟ فقد يكون ضعف الأم سبب في قلة العناصر الغذائية الكافية لبناء الطفل ونموه لذلك يلزمها إتمام الرضاعة لحولين كاملين حتى يحصل الطفل على حصته الغير منقوصة من العناصر الغذائية الموجودة في لبن الأم.
وما يزال يتبقى لنا مسائل هامة جداً وهي تفصيل حالة الرضاعة والفصال من حيث الفوائد والأضرار وكذلك السبب الذي يمنع الحمل حتى وصول الطفل حالة الفصال المثالية الأولى لسنة وستة أشهر وكذلك السبب الذي يمنع الحمل حتى الوصول لحالة الفصال الثانية بإتمام الرضاعة لحولين كاملين إما من الأم أو بإسترضاع مرضعة أخرى.
فهل حالة توقف الحمل حتى الوصول لحالات الفصال الثلاث تأتي تلقائية بسبب الرضاعة إلا أنه ترتكب الأمهات أخطاء معينة في فترة الرضاعة فتتسبب تلك الأخطاء بالحمل بمشيئة الله؟ أم أن سبب توقف الحمل هو بمشيئة الله حالة تطبيقية ناتجة عن إنفصال الزوجين عن الجماع إما كلياً أو جزئياً لفترات معينة بشكل متفرق حتى الفصال؟ أم أن حالة الرضاعة لحولين كاملين لمن أراد إتمامها هي حالة خاصة تكون حين لم يشاء الله الحمل للأم حتى تصل لحالة الفصال الأولى أو الثانية بإتمام الرضاعة من غير أن يقدر الله أي شيء فيجعله سبباً في إيقاف الحمل؟ رغم أنني استبعد هذه النقطة لأنه لو كان الأمر كذلك فهنا قد يأتي الحمل فلا تعلم الأم به إلا وقد مر على حملها شهر وأكثر, ومن ثم إن فصلت وليدها بعد علمها بالحمل فيكون قد تجاوزت المدة المثالية للفصال.
إذاً فلا بد أن يجعل الله لنا سبباً لتطبيق مشيئته بإيقاف الحمل حتى تعلم الأم موعد الفصال المثالي لولدها إما لسنة وستة أشهر أو لحولين كاملين.
وأما وضع الرجل بذره خارج حرثه فذلك إهلاك للذرية وكما علمنا خليفة الله بأن ذلك لا يكون بل يجب علينا المحافظة على ذرياتنا ولست مع وضع البذر خارج الحرث كونه إهلاك للذرية كما علمنا خليفة الله.
وفي الأخير هل من كان له ولد ومن ثم أرادا فصاله عن أحد عشر شهراً مضطراً لذلك, بسبب حمل الأم فهل يلزم الوالدين البحث عن مرضعة لإستكمال إرضاع الولد حتى يصل على الأقل لحالة الفصال المثالية في الكتاب عن سنة وستة أشهر؟
ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.