السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا حبيبنا في الله أبو عائشة لا أفهم قولك هذا:
"فالحزن والحسرة صفات ضعف على المخلوقين فهذا الوصف مذموم وأما حال الحزن والحسرة على الله فمحمود فهو وصف الحلم والرحمة على العباد العاصين الذين أمهلهم ربهم وأجل لهم العذاب والله رؤوف بالعباد..."
فبيانات الإمام في هذا الموضوع كثيرة أولا : إن الله لا يتحسر على العباد إلا من بعد أن يندموا على ما فرطوا من جنبات ربهم بعد أن أهلكهم بالعذاب الأكبر وهم في النار يصطرخون. ولا أفهم كيف يكون الله رحيما حليما بالكفار بأن يمهلهم أو يؤجل لهم العذاب وهم لا يقدرونه حق قدره بل إن صفة نفس الله مرتبطة بفعل العبد كما بين الإمام فعلى قدر كفر الإنسان يكون غضب الله وإنما تأخير العذاب بسبب دعاء قوم آخرين. ولكن لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم فهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون وكان وعد الله مفعولا ولا تؤخر مصيبة العذاب الأكبر الا بالدعاء. فحتى يوم القيامة فلن ينج الكفار من النار إلا بفضل قوم يحبهم الله ويحبونه، قوم قدروا الله حق قدره فابتغوا رضوان نفسه فشفعت لهم رحمته التي ستشمل العالمين بعد أن يرضى الله في نفسه وهذا هدف أنصار المهدي
ثانيا : لا أفهم كيف يكون غضب الله ومكره بالكافرين محمودا ؟ فهل رأيت الكفار الذين يصطرخون في نار جهنم يقولون : الحمد لله هذا ما نستحقه ههه بل هم في ضلال مبين في العذاب خالدون ما دامت السماوات والأرض إلى ان تحل عليهم رحمة الله بعد ان يرضى في نفسه.
ثالثا : إن القضاء والقدر هي أحكام بالمصائب كتبها الله للعبد لذنب إقترفه فتصيبه إذا لم يستغفر ويتب قبل قدرها والعذاب درجات كما بين الإمام، اللهم نعم، إنها إمهال من الله ورحمة لعله يرجع إلى ربه فينيب ولكن ماذا إذا مات العبد ورجع الى ربه ليلقاه أو حلت عليه مصيبة الهلاك بالعذاب الأكبر فهل ستجد الله يرحمه وهو كان كفورا !!؟
هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (30) : سورة يونس.
رابعا : إن مكر الله لا يشمل إلا القوم الكافرين فهل نسيت يا حبيبنا في الله أن الله يمكر بالكافرين الذين يصدون عن الحق فيضلهم في طغيانهم يعمهون : مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) : سورة الأعراف، إلى ان يلقوا ربهم فيعلمون أن القوة والمكر لله جميعا : وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) : سورة الرعد، وأنهم كانوا في ضلال مبين بل يعترفون بأنهم لم يقدروا الله حق قدره ولكن يا حبيبنا في الله هل تعلم ماهي المصيبة الكبرى التي أراها شخصيا أخطر حتى من العذاب الأكبر إنها بأنهم نسوا ويئسوا من رحمة الله ولكن هل تعلم لماذا ؟ ذلك بأن الله ختم على قلوبهم وأزاغها بعد أن زاغوا عن الحق الذي أدركته أبصارهم و عقولهم ولكن لم تعقله قلوبهم : أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) : سورة الحج.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
والسلام