بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
أقول وبالله التوفيق أنه قد صُدمت مما قرأت في إحدى بياناتك (المصدر: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?222) حيث كنت تبين ما حدث بين نبي الله يونس عليه السلام وبين ربه فأوردت التالي:
(... وأما نبي الله يونس فذهب عنهم بعيدا كما امره الله سبحانه ولم يعود إلا بعد إنقضاء ثلاثة ايام لينظرما حل بقومه وجاء بعد غروب شمس اليوم الثالث وأقترب من قرى قومه ليلاً فإذاهم مُسرجين دورهم ولم يحدث لهم شئ كما ضن يونس فهو لا يعلم أن العذاب قد اتى وأن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن وهو أعلم من نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ولكن نبي الله يونس غضب من ربه لم لم يرسل عذابه على قومه المُكذبون بدعوته ولم يجرئ أن يظهر على أحدا منهم فذهب مُغاضباً من ربهم لدرجة انه ضن ان لن يقدر الله عليه كما لم يقدر على تعذيب قومه وقال الله تعالى)
((وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)صدق الله العظيم
وذلك يونس ورمز الله له بإسمه من أحد حروف إسمه الأول النون ويقصد الله بقوله (وَذَا النُّونِ ) أي يونس ولاكنه لم ينطق بالحرف بل رمز له بلفظه (نون ) واما قوله (وَذَا النُّونِ ) أي ذي الحرف نون في إسمه (يونس ) وذلك لكي يكون سلطان لصاحب علم الكتاب في بيان الاحرف بأوائل السور لكي تعلمون انها رموز لأسماء خلفاء الله في الكتاب ولا نخرج عن الموضوع قال الله تعالى)
(( ((وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)صدق الله العظيم
ويقصد يونس الذي ذهب مُغاضباً من ربه لماذا لم يصب على قومه عذابه فكيف يواجههم وقد اخبرهم ان العذاب سوف يصيبهم بعدثلاثة ايام ولذلك ذهب مُغاضب من ربه حتى إذا وصل ساحل البحر فركب في الفلك المشحون بالركاب حتى إذا وصلوا وسط البحر علموا أنهم سوف يغرقوا فلا بد من تخفيف حمولة الرُكاب وبدل أن يغرقوا جميعاً قرروا ان يسهموا ومن طار إسمه فسوف يقذفوه في البحر لكي تخف حمولة المركب فاختار الله سهم نبيه يونس ليذوق جزاءه وقال الله تعالى)
(((( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ*فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ *فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ*فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ *لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ))صدق الله العظيم ...)
والذي صدمني هو التالي (وسأتدرج فيه بإذن الله مما هو أقل خطورة إلى أن أصل إلى ما هو فائق الخطورة):
1. تقول بأن يونس عليه السلام (... ولم يعود إلا بعد إنقضاء ثلاثة ايام ...) فما دليلك على أنها كانت (ثلاثة أيام)؟
2. تقول (... وأن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن وهو أعلم من نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ...) فما دليلك على (أن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن) وانه (أعلم من نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام)؟
3. تقول عن نبي الله يونس عليه السلام (... ولكن نبي الله يونس غضب من ربه لم لم يرسل عذابه على قومه ...)!!! وهل يعقل أن نبيا من أنبياء الله إصطفاه الله ليرسله إلى قومه (يغضب من ربه)؟ وأعذرني في قولي بأن أحدا من المسلمين لا يقبل بأن يقول على نبي من أنبياء الله مثل هذا القول فكيف بمن "آتاه الله البيان الحق للكتاب"!!! إن هذا القول فيه سوء أدب مع أنبياء الله، وهذا القول يضاهؤ قول اليهود والنصارى في أنبياء الله مما أمتلأت به كتبهم المحرفة!!! وأعلم أن بيان الآية (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ليس كما أوردت، وبيانها سهل متناول لدى أغلب الناس بإذن الله.
4. تقول عن نبي الله يونس عليه السلام (... فذهب مُغاضباً من ربهم لدرجة انه ضن ان لن يقدر الله عليه كما لم يقدر على تعذيب قومه ...)!!! أنا أكاد لا أصدق ما أقرأ !!! نبي من أنبياء الله إصطفاه الله ليرسله إلى قومه "يظن أن لن يقدر الله عليه كما لم يقدر على تعذيب قومه" !!! ما هذا القول يا أخ ناصر!
ولعلك تقول لي مثلنا في ذلك مثل نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما سأل الله أن يريه كيف يحيي الموتى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260} - سورة البقرة) فأقول أن ذلك مختلف تماما من وجهين:
(الوجه الأول) إن إبراهيم عليه السلام مؤمن بقدرة الله على الإحياء بدليل أنه إستخدم مسألة قدرة الله على الإحياء كأول حجة أمام الذي حاجه في ربه (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ ءاتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {258} - سورة البقرة)
(الوجه الثاني) إن إبراهيم عليه السلام أحب فقط رؤية "كيفية" إحياء الموتى بدليل أنه لما سأله الله سبحانه وتعالى (أولم تؤمن) أجاب إبراهيم عليه السلام (بلى) وهو صادق في مقولته أمام الله الذي يعلم السر وأخفى.
فأعود وأكرر بأن أحدا من المسلمين لا يقبل بأن يقول على نبي من أنبياء الله مثل هذا القول فكيف بمن "آتاه الله البيان الحق للكتاب"!!! إن هذا القول في منتهى الخطورة!!! وأعلم أن بيان الآية (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ليس كما أوردت، وبيانها سهل متناول لدى أغلب الناس بإذن الله.
فأعود وأقول هل هذا هو القول الحق في نبي الله يونس عليه السلام ممن "آتاه الله البيان الحق للكتاب"؟
حسبنا الله ونعم الوكيل. أسأل الله الحي القيوم بصدق الهداية لي ولك وللمسلمين أجمعين.
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ {8} - سورة آل عمران)
رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.