بسم الله الرحمن الرحيم
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام على النبي ورحمة الله وبركاته والسلام على المرسلين والحمد الله رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربنا إنا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ونحن مؤمنون من قبل، ودعانا إلى عبادة الله وحده لا شريك له ونذر التوسل بالشفعاء فلا نرجو شفاعتهم بين يدي الله والله أرحم بنا من عبيده فصدَّقنا وآمنا أن الله هو حقاً أرحم الراحمين، ودعانا إلى أن نتخذ رضوان الله غايةً في الحياة الدنيا وفي الآخرة فسمعنا وأطعنا، فهل نحن على ضلال يا أرحم الراحمين!! فالحكم لله من قبل ومن بعد.
يا أيها ( الباحث عن البينة ) ، إن إسم كنيتك لاينطبق على قولك ولحن قولك ، فمن خلالهما يتبين للمتلقي القارئ لما تكتب ، أنك لم تأتي البتة لهذا المنتدى الشريف ، للبحث عن البينة ومن ثمة إتباع الحق إلى الصراط المستقيم ، بل أنك جأت صادا عن البينة الحق بالباطل من عند نفسك ، فهلم بين لنا باطلك من محكم الكتاب المبين وآتنا علما أهدى من البيان الحق للقرآن الكريم للإمام الكريم الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ، فإن أقمت الحجة بسلطان العلم المبين ، فنحن كافة الأنصار السابقين من حول إمامنا أول المنفضين وهذا لن يحصل إلا من من كان عن الحق من المدبرين وقولنا هذا هو إن شاء الله عين اليقين ، أم تحسب أننا من العميان المتبعين ؟.
وكونك تنكر حسرة الله في نفسه على عباده المعذبين الذين ظلموا أنفسهم وماظلمهم ربهم بل هم لأنفسهم ظالمون ، فذلك مردود عليك ردا كبيرا ولو كان لك قلب تفقه به القول ، لأيقنت من آيات ربك المحكمات البينات ولآمنت بها ولاتبعت الصراط الحميد ، إلا أنك لن توقن بآيات ربك ما لم تسلم أمرك لخالق الخلق كله فتنيب إليه وتتوب توبا جميلا ، عندها يهدك ربك صراطه العزيز الحميد .
ألا تعلم أن الله النعيم الأعظم ، قد سبقت رحمته علمه ، فالملائكة الحاملة للعرش العظيم تسبح بحمد ربها وتؤمن به وتستغفر للذين آمنوا فتدعو الله : (( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ))) ــ صدق الله العظيم ـ ، تصديقا لقوله تعالى : (( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ))) ــ صدق الله العظيم ـ غافر7.
فانظر قول الملائكة الحاملة للعرش العظيم : (( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا ))))))) ـ صدق الله العظيم .
ألا ترى في الأرض وفي نفسك آيات الرحمن ؟ ألم يرحمك قبل خلقك ؟ ألم يهيأ لك رحمته في الأرض قبل خلقك ؟
فالنضرب لك مثلا :
فكيف لك أن تهضم أكلك في معدتك دون أن تمرض أو تهرأ معدتك ، لولا رحمة الله عليك في خلقك ؟ ألم يجعل لك جهازا هضميا متكاملا يبدأ بأضراس وأسنان محدبة ومذببة ، أليست تلكم الأسنان رحمة بك وبمعدتك ، حتى لا تتألم ولا تتوجع في أثناء أكلك وهضمك أكلك ، فتلك رحمة من رحمات الله عليك وعلى كافة عبيده البشر في الأرض .
ورحمة عظمى أخرى ، يمسك السماوات أن تسقط عليكم ، أن تسقط على الأرض الأم التي تعيشون ، يمسكها الرحمن الرحيم بقدرته هو القادر القهار فوق عباده أجمعين ، تصديقتا لقوله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا))) ـ صدق الله العظيم ــ فاطر 41 .
وإن تعدوا نعمة الله رحمة الله منه لعباده لاتحصوها ، تصديقا لقوله تعالى : ((( وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ))) ـ صدق الله العظيم ــ إبراهيم 34.
فكيف لك أن تجحد برحمة الله في نفسه على عباده كافة وهو أرحم الراحمين بعباده من عباده كافة ؟
فبما أنه الله أرحم الراحمين ، فحتما يكون متحسرا في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم ، فلا يتحسر عليهم إلا بعد أن تحدث الحسرة في أنفسهم هم على مافرطوا في جنب الله فنسوا حظا مما ذكروا به من الله رب العالمين فظللموا أنفسهم باتباعهم لخطى الشيطان اللعين الذين ينكر حسرة الله أرحم الراحمين في نفسه على عباده المتحسرين في أنفسهم والذين ظلموا أنفسهم فاستحوذ عليهم وليهم الشيطان الطاغوت الأكبر عليه اللعنة إلى يوم الدين .
فما بالكم كيف تحكمون ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
((( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)))
ـ صدق الله العظيم ــ آل عمران 8.