فمتى سوفَ تعرفون أن الله لا يَحتاجُ لكثرةِ الجنود والعتادِ؟! فانبذوا إلى أعداء الله وأعدائكم واعلَموا أنّ الله معكم سيُريكُم عجائب قُدرَته وعجائب نَصرِه فيُورِثَكم أسلحتَهم وعتادَهم وتأسِرون فريقًا وفريقًا تقتلون، ومَن يُقاتِل منهم سُرعانَ ما يُوَلُّونَ الأدبار وهم يَسمَعونكم مُتّجِهينَ نحوَهم بالتّكبير وتَرديدِ كلمة التّوحيد (لا إله إلّا الله وَحدَه لا شريكَ له)؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُوا۟ وَٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٤٥﴾} [سُورَةُ الأَنفَالِ]، ثمّ لا يُنصَرون؛ بشَرط تَتَبُّعِهم ومُلاحَقَتِهم للاستِسلام، فمِمّا تَخافون؟ فأنتم مُنطَلقُونَ نحو الحياة؛ فمَن ذا الذي يقول أنّ الذين قُتِلوا في سبيل الله أموات فقد كذب؛ بل أحياءٌ عند ربهم يُرزَقون؛ بل يَصيرُ كلٌّ منهم مَلَكًا كريمًا مِن البشر نورُهم يَسعَى بين أيديهم وبإيمانٍ في قلوبهم نورٌ عظيمٌ فرِحين بما آتاهُم الله مِن فَضِله ويتَمنّون الآخرين أن يلحَقوا بهم مِن خَلفِهم أن لا خوفٌ عليهم ولا هم يَحزنون، فمِمّا تخافون؟! فهل تخافون مِن الحياة الأبديَّة؟ فهل تخافون أن تكونوا ملائكةً مِن البشر المُكرمين أحياءً عند ربهم يُرزَقون؟ فماذا تنتظرون؟! حتى تخلص المواد الغذائيَّة؟ فذَروها للمُستَضعَفينَ منكم الذين لا يَستطيعون نفيرًا، وغذاؤكم على مَقرُبةٍ منكم مع العتاد والزّاد والمؤونة والسلاح ببلاش؛ مؤونة وعتاد عدوّكم كونهم سرعان ما يُوَلُّونَكم الأدبار ثُمّ لا يُنصَرون.
ألا والله الذي لا إله غيره إنّ ألفًا منكم فقط نافِرين للهجوم السَّريع لَقادرون على أن يَهزِموا مائة ألفٍ مِن أولياء الطاغوت؛ فقاتِلوا أولياء الطاغوت إنَّ كيدَ الشيطان كان ضعيفًا، بل آية الرُّعب الذي يُلقيه الله في قلوبهم نصرٌ عظيمٌ فيَضرب جهازهم العصَبِيّ فلا يكادون يُمسِكون أسلحتهم في أيديهم مِن الذُّعر لو كنتم تعلمون، فصَدِّقوا الله تَجدوا عجائبَ قُدرته؛ ولا تغتَرُّوا بملائكته حتى ولو رأيتموهم يُقاتلون معكم رأي العين، فحيَّا بهم، ولكن إنما ذلك بُشرى لكم وإنَّما النصر مِن عند الله العزيز الحكيم، وإنّما هُم عبيدٌ لله أمثالكم فاستغنوا بالله يُغنِكم عن كافّة جنودِه في السماوات والأرض؛ وكفَى بالله نصيرًا فينصركم الله بكلماته أسرع مِن نصركم بتريليون دبابة وتريليون طائرة حربيّة (سبحان الله العظيم)، فصَدِّقوا الله إنّما أمره إذا أراد شيئًا أنّما يقول له: "كُن" فيكون، فيمسَخهم على مكانتهم، فتمنّوا مِن الله نصرَه ولا تتمنوا الشهادة قبل تحقيق النصر، ولا تحرِصوا على الحياة واعلموا عِلم اليقين أنه ما كان لنفسٍ أن تموت إلّا بإذن الله، ولا أعلم بالموت وأنتم في سبيل الله بل هو الحياة حسب فتوى الله في مُحكَم كتابه، وما تحتاج فتواه إلى تفسيرٍ وبيانٍ في قول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتَۢا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا۟ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ آلِ عِمۡرَان].
ماشاء الله ماشاء الله
بارك الله فيك وجعل من كلماتك
قذايف النصروالفرج والتمكين
لمالهاالحق في ان يستجيب لهاالله الحق
قاهرالمتكبرين والكفرةوالمشركين
ناصرالمستضعفين المظلومين
مؤيدخليفته بماامده واحاطه واوعده